السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــه
____________________________
" تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً "!
بدأ الدوري الإسباني هذا الموسم بسرعة صاروخية لأكثر من فريق كبير يمثل عموداً رئيسياً في الدوري وعلى رأسهم ريال مدريد ثم فالنسيا وفياريال والثلاثي استطاع تصدر جدول ترتيب الليجا لفترة طويلة اجتازت الخمس اسابيع حتى بدأ فالنسيا يترنح ويتمطوح ليقتنص الفريق الطموح "فياريال" المركز الثاني ثم الأول لساعات قليلة لكن الريال عاد وخطف الأول وجاء البرسا من بعيد ليخطف المركز الثاني ليمكث معه حتى وقتنا هذا دون أن يتذوق طعم التصدر ولا مرة، وجاء مع التصدر تفوق كبير لأبناء شوستر فالثلاثيات والرباعيات والخماسيات هي عنوانهم الأول طالما نستلروي وراؤول وروبينهو وراموس وكاسياس في حالتهم الطبيعية، وظل البرسا يعاني ويعاني سواء في غياب رونالدينهو وهنري وايتو وميسي أو في وجودهم جميعاً، ورغم أن الريال عانى كما عانى البرسا من غيابات كبيرة إلا أنه كان يحقق الانتصارات وإن كانت عن إستحياء وبالعافية وطلوع الروح تأتي لكنها تأتي فالمثل الشهير كفيل بإيضاح الأمور "تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً !!" والانتصارات مهما يكون توقيتها فهي الأهم ولكن هذا إذا كان منافس الريال شـرس بحق وحقيقي !!.
كيف ؟.
عندما كان يفوز تشيلسي بأقل مجهود وبخطط تكتيكية معقدة من جانب المدرب الداهـية جوزيه مورينـهو دون إمتاع أو إقناع راجعاً للمنافسة الحامية والشرسة بينه وبين مانشيستر والأرسنال وليفربول فإذا حاول مورينهو أو فكر مجرد تفكير لإمتاع أو إقناع أو خسر أي نقطة من أي فريق فسيعني هذا ضياع الصدارة لأن من خلفه كسيارات الفورملا 1 لا يرحمون من أمامهم إذا سقط!.
ولكن مدريد لماذا لا يمتع ولماذا لا يقنع فمنافسيه "فياريال وأتلتيكو مدريد وإيسبانيول" متذبذبي المستوى وبرشلونة نايم في العسل نــوم !!.
الريال هذا الموسم أهدر فرص عدة وأهدى المركز الأول لمنافسيه على طبق من ذهب لكن في كل مرة الحقيقة المُرة تتأكد، وموجزها ( ربنا عاوز كدة !!)
جاءت أولى الفرص التي منحها الريال لمنافسيه في العشرين من شهر أكتوبر 2007 في الملعب الأولمبي المونجويك في مدينة إيسبانيول برشلونة حينها خسر الريال 2-1، وبعد إنتهاء المباراة بدقائق معدودة بدأت مباراة (فياريال وألميريا الأندلسي ) في ملعب إيل مدريجال التابع لفياريال وهناك تقدم فياريال بهدف للتركي نيهاد كهوجي ليتصدر فياريال الدوري الإسباني بفارق نقطة عن ريال مدريد ولكنهم فرطوا في القمة سريعاً بعد بدء أحداث الشوط الثاني حيث أرتكز لاعبو فياريال في وسط ملعبهم وتركوا ألميريا يعبثون بهم حتى جاء هدف التعادل في الدقيقة 53 بفضل نجريدو.
ليظل الريال الخاسر من إيسبانيول على عرش جدول الترتـيب والبرسا لا يزال يلهث خلفه بتكتيكات ريكارد المكشوفة وحركات رونالدينهو وتشافي المحفوظة وأخطاء فالديـز المشهـورة، حيث خسر الفريق الكتالوني الأول على يد فياريال ووتعادل بأعجوبة مع بلد الواليد وخسر بفضيحة على يد خيتافي 2-0 وتعادل مع إيسبانيول وخسر من الريال وهلم جره !!.
نتائج وأرقام وأداء برشلونة وفياريال واتلتيكو مدريد وإيسبانيول تقول آه يا ريال .. يلاه الدوري لك هذا الموسم .. نحن لا نريد الدوري !!.
والظروف من جانب أخر تخدم الريال، سواء ظروفه الخاصة أو ظروف منافسيه القهرية بتعدد إصابات لاعبي برشلونة هنري وميسي وإيتو ورونالدينهو وانيستا وبيول وتعدد إصابات هداف فياريال روسي الإيطالي وحتى نيهاد هجوكي وماتيس فيرنانـديز ونجم الدفاع "فابريسيو فونتيس" ..
ولكن الريال أيضاً وقع في عدة ظروف قهرية ومع ذلك لم يستغلها أحد كما هو استغل ظروف الآخرين القهرية !!.
بمعنى .. لما برشلونة وفياريال واتلتيكو مدريد وايسبانيول وقعوا في مشاكل الإصابات وتذبذب المستوى والنتائج ،كان الريال يستغل الفرصة على أكمل وجه بتحقيق الانتصار تلو الآخر دون كلل أو ملل !!.
وعندما وقع ريال مدريد في ظروف الإصابات بخروج نستلروي وشنايدر وروبين ومارسيلهو وروبينهو وهجوين وجاجو وراموس وبيبي وماتزلدر من التشكيل الرئيسي للريال وفي تلك الأثناء تذبذب المستوى الفني للفريق ناحية جوتي وراؤول وديارا وتردي نتائج بالخسائر المتوالية أمام بيتس وخيتافي وديبورتيفو بصرف النظر عن الخروج من بطولتي كأس الملك وكأس دوري ابطال أوروبا الذي قطعاً أثر بالسلب على معنويات نجوم الريال مما انعكس على أدائهم في البطولة المحلية وأدي لانهيار جزء كبير جداً مما بناه شوستر مطلع هذا الموسم من روح معنوية كبيرة إثر فوزه بعدد كبير من المباريات وحصده لأغلب النقاط في الدور الأول من الليغا !!.
كل هذه الاحداث أثرت على الريال وكان لابد من ان يستغلها منافسيه لكنهم فشلوا في ذلك !!.
____________________________
الليغا تعنون ..الكل للواحد ،والواحد ليس للكل !!.
هناك مثل حـربي قديم يقول : One for ALL & ALL For one أي "الفرد للجميع ،والجميع للفرد".. لكن في إسبانيا المثل تغير وشتت معانيه هذا الموسم 2007-2008 ، فالكل يخدم الريال والريال لا يخدم الكل .!!.
قبل أن يخسر ريال مدريد من ريال بيتس في الأسبوع الـ24 بهدفين لهدف في ملعب لويز دي لوبيرا تعرض برشلونة لخسارة 4 نقاط بالتعادل مع اتلتيك بيلباو وإشبيلية 1-1 وفي الاسبوع 25 الريال خسر على يد خـيتافي 1-0 في البرنابيو، وفاز برشلونة على ليفانتي في نفس الاسبوع 5-1، أعتقدنا أن البرسا خلاص ناوي يستعيد مكانته وينافس بحق وحقيقي على لقب الدوري لكنه رفض الهدية في الأسبوع الـ26 بالخسارة على يد أتلتيكو مدريد 4-2 في ملعب الفيثنتي كالديرون التابع لاتلتيكو مدريد علماً بأن البرسا حقق نتيجة خياليـة في هذا الملعب الموسم الماضي بالفوز 6-0 في حضور هداف الأتلتي الخطير المكير "فيرناندو توريس" الذي بكى بدل الدموع "دم" وقرر بعدها التفاوض مع ليفربول الإنجليزي، وفي الاسبوع التالي خسر برشلونة بأرضه ووسط جماهيره الغفيرة 1-2 على يد فياريال وفاز الريال على ريكارتيفو وإيسبانيول ليتسع الفارق ، ولتتكرر العبارة المدونة أعلى الموضوع " ربنا عاوز كدة " ، عاوز الريال بطلاً لليغا !!.
وهذه العبارة أيضاً تكررت الاسبوع الماضي حتى بعد خسارة الريال 1-صفر على يد عقدته الأزلية في الريازور "ديبورتيفو لاكرونيـا" في ليلة غريبة وفي هزيمة غير متوقعة من فريق يصارع على البقاء لكن كل التحية لريال مدريد الذي ساهم بنسبة 30% باحتفاظ ديبورتيفو لاكرونيـا بماء وجهه الذي فقده منذ بداية هذا الموسم بل وساهم أيضاً في إعادة الديبور لأجواء الليغا فقد كان هذا الفوز الكبير على الريال سبباً في أن يترك الديبور المركز الخامس عشر ليذهب للمركز الثالث عشر بالتساوي في عدد النقاط مع أوساسونا ومايوركا صاحبا المركزين الـ 12و11 وبفارق نقطتان عن فالنسيا العاشر بـ36 نقطة !!.
توهمنا بل توسمنا خيراً بأن يفيق برشلونة من سباته العميق أمام ألميريا في الأندلس بعد مباراة الريال والديبور، بدأت المباراة بحماس كبير من نجوم برشلونة خاصةً بعد إحراز بويان كيركيتش لهدف التقدم في الدقيقة 11 ولكن السيطرة غابت فيما بعد وبدأ رجال ريكارد يفقدون الثقة في أنفسهم بمجرد إحراز ألميريا لهدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول، وبنفس الحماسة التي بدأ بها نجوم البرسا هجومهم على ألميريا بداية المباراة كرروها في الشوط الثاني ونتج عنها إحراز هدف التقدم لايتو لكن الطرد الذي تعرض له جابريل ميليتو في الدقيقة 70 هز الفريق وفككه وفشل ريكارد في إعادة هيكلته وترتيبه في الدقائق المتبقية حتى الدقيقة 85 حين أطلق "أوتشي" رصاصة الرحمة ليعلن عن وئد الحلم وتقليص الفارق بين ريال مدريد وبرشلونة لنقطة يتيمة ليصبح مجموع النقاط بينهما 7 ولو كان البرسا فاز لأصبحت 5 نقاط وتقترب العملية شوية لكن البرسا رفض هدية الديبور !!.
وتحت نفس البـند "ربنا عاوز كدة" .، تأكد غياب رونالدينهو عن برشلونة لبعد مبارتي "بلد الواليد وريال بيتس" إضافة لضعف مستوى هنري وتدهور طموحات أكثر من لاعب وغياب ميليتو عن الدفاع بواقع إيقافه في مباراة بلد الواليد بعد طرده أمام ألميريا ..
وربنا عاوز كمان راموس وشنايدر يعودا من إصابتهما في هذا التوقيت المناسب لانتشال دفاع الريال من حالته المزرية الحالية، وأثناء عودة هؤلاء مع الريال واستعدادهم لخوض مباريات الدوري سيلعب برشلونة في بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا دون رونالدينهو ودون ليونيل ميسي الذي سيعود بعد 4 أسابيع من الآن وربما يستعيد مستواه بعدها بأسبوع أو أسبوعين "يا نهار ابيض"، داه أيه اللي بيحصل داه !!
إذن سيحدث نوع من أنواع التدهور البدني والذهني لنجوم برشلونة على النقيض نجوم مدريد في راحة ويركزون أكثر على مواصلة تصدرهم لليغا بما أنهم لا يطمحون لشيء سوى الليغا وعودة المصابين ورغبة أخرين يريدون اثبات أنفسـهم كبيبي ودرينثي وتوريس !.
____________________________
خلاصـة الكلام ومن بعده السلام !!.
ما حدث في الليغا هذا الموسم أمر غريب فكل الأندية تقع حتى الريال المتصدر، ولكن توقيت وقوع الريال وهبوط مستواه لا يستغله أحد ،ووقت هبوط وتردي مستوى منافسو الريال نجد الريال يستغل الفرصة ويزيد من سرعتــه ويعلي من كفاءته الإنتاجية ( باحرازه كم وافر من الأهداف ..بخماسية في فياريال وفالنسيا وسباعية في بلد الواليد ورباعية في مايوركا و و و الخ !!)
ربنا عاوز كدة .. عاوز الريال يحتفظ بلقبه .. ويبدو أن الريال طالما ركب الدوري طوال النصف الأول منه وظل متصدراً له حتى أسابيع كثيرة من النصف الثاني إذن فلم ولن يتخلى عن صدارتـه لأحد ، والدليل .. ربنا عاوز كدة .!!. كل ما يسقط منافسو الريال، شوستر يستغل الفرصة، وكل ما الريال يسقط لا أحد يستغل سقوطه !!.
والقدرة الالهية أيضاً وضعت ألميريا عقبة في طريق منافسو الريال هذا الموسم ، ففي بداية الموسم عرقل ألميريا حلم فياريال بتصدر الدوري لأول مرة في تاريخه "رسمياً" ،وقبل نهاية الموسم بعدة أسابيع جاء ألميريا أيضاً ليعرقل منافس الريال الآخر برشلونة ويفسد عليه فرصة تقليص بل وفرحتهم بخسارة الريال في الريازور على يد ديبورتيفو لاكورنيا!.
وعلى ما يبدو أن نتيجة كل تلك الأحداث ونهاية هذه الحواديت رحيل ريكارد عـن القلعة الكتالونية ..!!
لأن ربنا عاوز كدة ....
____________________________
بقلم
بهاء ابو الروس