بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... من أين أبدأ و أين أنتهي .. ظننت جسدي كأنه مشلول .. لممت فكري كأنه منثور .. أكتب مقالي كأنني مسحور .. فعلها الملكي و يا له من شعور .. شعور بطل بما حققه في موسم فرح وسرور .. جعل الأعين و المقل تجف من دموع ولهان صبور .. صبر على المر و العذاب صبراً لم يصبره لا عاقل ولا مبهور ..
بداية لن يكفي مقالي هذا للتبريك لكم أخواني عشاق الملوك .. فلو بقيت أكتب كلمة (مبروك) حتى آخر رمق لن أوفيكم حقكم , فهنيئاً لكم اللقب المستحق عن جدارة و الذي جاء بعد مباراة مجنونة بكل معنى الكلمة كان أبطالها هم أبطال الموسم الماضي .. لكنني سأبدأ بالحكم السيد ( كانتاليخو ) .. ومن منا لا يعرفه أو يذكر أخطاءه الفادحة و أحببت أن أذكركم بمباراة الملوك أمام (فشلونة) في الكامب نو قبل ثلاث مواسم عندم أحتسب ركلة جزاء لصالح الهولندي (فان بوميل) على المدفعجي (روبيرتو كارلوس) و كانت شيئاً من الخيال .. ولم يكتفي بذلك بل و قام بطرده أيضاً وكانت مباراة (مهزلة) تحكيمياً بكل المقاييس ..
أما ما حدث البارحة فهو التهريج بعينه .. فالبطاقات الصفراء أصبحت بالمجان للملوك .. و الأخطاء المحتسبة ضدهم لا تعد ولا تحصى .. فأسمحوا لي أن أقولها بالفم الملآن : " أنت كتالوني يا كانتاليخو " نعود لأجواء المباراة .. فبعد شد و جذب طيلة الشوط الأول الذي لم يشهد خطورة تذكر من الملكي بأستثناء التسديدة الصاروخية من قدم (ديارا) .. دخل الفريقين في الشوط الثاني و قد عقدوا العزم على الفوز ولا شئ غير الفوز .. الملكي لحسم اللقب , و أوساسونا للأبتعاد عن شبح الهبوط .. وأخذ الفريقين يتبادلان الهجمات الغير خطيرة حتى جاء طرد (كنافارو) و الذي قلب المعطيات و جعل الملوك يفكرون بالخروج بتعادل على أقل تقدير ..
وقبل النهاية بست دقائق و قع المحظور .. لمسة يد من المدافع الممتاز (هاينزة) في منطقة الجزاء تعطي الأسبقية لأبناء بامبلونا وتدق ناقوس الخطر بالنسبة للملوك .. ولكن مهلاً .... !! يبدو أن فريق (اوساسونا) قد نسي أو تناسى من يستضيف .. تناسى أنه يستضيف (ريال مدريد) .. فريق القرن , فريق البطولات , فريق الأنجازات و الصولات و الجولات .. فلم يفرحوا كثيراً بالتقدم الذي أنقلب عليهم في ظرف أربع دقائق فقط .. فما الذي حدث ؟؟ ... ما حدث وببساطة أن الملوك قد عادوا ليلبسوا تاج البطولات .. ماحدث أن السيبيليس كانت تنتظر أبطالها ..
ما حدث أن الليغا تنادي : أين الملوك أصحاب الأرقام القياسية .. فلبى أبطالنا النداء وجاء أول الغيث من الساحر الجديد (روبين) الذي سجل هدف التعادل برأسية ولا أجمل جعلت أبناء بامبلونا يندبون حظهم العاثر .. ولم يكد فريق (اوساسونا) يستفيق من هول الصدمة حتى جاءت الأخبار السارة لأبناء العاصمة .. هدف سحري صاروخي من قدم فنان منقذ وهو الفتى (هيغواين) .. أبن التانجو الذي أصبح بمثابة الأمل في كل مباراة , فبمجرد دخوله أرض الملعب تنقلب النتيجة رأساً على عقب .. وهذا ما حدث بالفعل .. فبعد عدة تمريرات وصلته الكرة ليريحها على صدره و يطلقها صاروخية من بين يدي الحارس معلناً بدء الأحتفالات في العاصمة ..
أما الحديث عن اللاعبين فلن يكفي هذا المقال للحديث عنهم أو وصفهم أو مدحهم أو شكرهم .. يكفي ان أصفهم بالأبطال و هم فعلاً أبطال بمعنى الكلمة .. بدأًً من القديس (كاسياس) و أنتهاءً بالمدلل (راؤول) .. كلكم أبطال .. أسعدتمونا ونحن بأمس الحاجة للسعادة .. فأبكيتمونا و جعلتمونا نذرف دموع الفرح و العشق الدفين .. ويا لها من فرحة لا توصف .. فرحة عاشق وجد معشوقه بعد عذاب .. فرحة مغترب عاد لوطنه بعد طول غياب .. فهنيئاً لكم يا عشاق المرينغي .. وقبل أن أختم أتوجه للأخ الغالي (aqsa) وأقول له أنني قررت أن ألقي بخنجري لأنني كنت أطعن نفسي به قبل أن أطعن (شوستر) .. الذي أثبت أحقيته و جدارته بقيادة الفريق و أعترف بخطئي عندما كنت أنتقده .. لذا قررت أن ألقي بذلك الخنجر في عرض البحر و أرجو أن تحذو حذوي .. ليس لأنني أحببت (شوستر) بل لأن الفريق بحاجة للأستقرار الفني و الأداري وهذا ما سيجلب لنا البطولات في المواسم المقبلة ..
وفي الختام أعود و أكرر التهنئة الحارة لكل عشاق الملكي (ريال مدريد) على أحراز اللقب ال 31 و الثاني على التوالي والبقاء في الصدارة و بكل جدارة من الأسبوع الثاني .. و تمنياتي للفريق بالتوفيق في الكلاسيكو حتى تكتمل الفرحة مع تصفيق الكتلان لأسياد الأسبان .. آسف على الأطالة فهذه هي اعراض فرحة لم يسبق لها مثيل .. تقبلوا تحياتي و دمتم في أمان الله و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .