فوز الزمالك انتصار للمبادئ
الثلاثاء، 25 مارس 2008 - 16:45
كان خبر استبعاد شيكابالا وبشير التابعي عن لقاء الزمالك مع أفريكا سبورت الإيفواري أسعد الأخبار التي سمعتها عن الزمالك طوال السنوات الأربع الماضية، لأنه يؤكد أن الزمالك بدأ أخيرا في اختيار الطريق الصحيح لإصلاح البيت من الداخل.
قلت مرارا من قبل وهو رأي يتفق فيه معي العديد من النقاد والجماهير أن مشاكل الزمالك الرئيسية تكمن في النادي نفسه من الداخل، وليست نابعة من الظلم التحكيمي أو الإعلام الأحمر أو حتى الجهاز الفني للفريق.
والدليل على أن مشكلة الزمالك ليست فنية هو البرتغالي مانويل كاجودا والذي لعب الزمالك أسوأ مواسمه تحت قيادته في الموسم الماضي، ولكنه تولى فريق فيتوريا جويماريش الصاعد من دوري الدرجة الثانية في البرتغال ليحقق انتصارات مدوية ويحتل به المركز الثاني متساويا مع بنفيكا الرهيب في رصيد النقاط.
ومشاكل الزمالك تكمن في لاعبي الفريق أنفسهم ليس من حيث مستواهم الفني ولكن أخلاقيا والتزامهم داخل الملعب وخارجه وطريقة تعاملهم مع بعضهم ومع الجهاز الفني.
فالزمالك يمتلك مجموعة من اللاعبين يظنوا أنفسهم نجوما عالية في السماء لا يستطع أحد من النقاد أو الجماهير انتقاد أدائهم في الملعب وتصرفاتهم، ولا يستطع أحد من الجهاز الفني توبيخهم أو توجيه أي تعليمات لهم لأنهم نجوم فوق التوجيه والتوبيخ.
ويأتي على رأس هؤلاء اللاعبين الثلاثي جمال حمزة وشيكابالا وبشير التابعي، وحذرت من لتابعي تحديدا سواء من الناحية الفنية أو الأخلاقية أثناء انضمامه للزمالك في مقالة "مذكرات مراهق"، كما ينضم إليهم أحيانا حازم إمام وطارق السيد ومحمد أبو العلا.
وقد كنت متواجدا في معسكر الزمالك ليلة مباراة الفريق أمام حرس الحدود في كأس مصر وشاهدت جلسة جمعت محمد حلمي مع حمزة والتابعي ولاعبين آخرين أخبرهم فيها بأنه غير راض عن تعامل اللاعبين بعضهم ويشعر بأن النفوس غير صافية.
"لا يوجد حب وتعاون سواء داخل الملعب أو خارجه"، وأكد لهم أنه سيسعى في الفترة المقبلة لإصلاح هذا العيب الذي يؤثر على أداء الفريق في المباريات، وللأسف أبدى بعض اللاعبين امتعاضهم من كلام المدرب.
ومنذ هذه اللحظة شعرت بأن حلمي يسعى لفعل شيء داخل الفريق وإصلاح مسيرة الفريق، وبالفعل بدأ حلمي أولى خطواته باستبعاد شيكابالا والتابعي من لقاء أفريكا سبورت.
وجاء فوز الزمالك ليؤكد أن الزمالك فريق كبير ولا يقف على أي لاعب مهما كان اسمه، وليعطي حلمي للاعبين درسا في الالتزام يؤكد فيه أن روح الحب والتعاون تساهم في تحقيق الانتصارات لأنها أهم من المهارة الفنية واللياقة البدنية.
وهو ما أكده حسن شحاتة بالتتويج بكأس أمم إفريقيا متفوقا بلاعبين محليين على أعظم لاعبي القارة الإفريقية الذين يلعبون في أكبر بطولات العالم، ولكن الالتزام والتعاون وإنكار الذات كانوا أسباب فوز مصر بالبطولتين.
وأتمنى أن يستمر حلمي في طريق الإصلاح داخل الفريق والضرب بيد من حديد على أي لاعب يخرج عن النص لأن الالتزام والأخلاق أهم من تحقيق البطولات.
كما أتمنى من مجلس ادارة الزمالك برئاسة ممدوح عباس مساندة حلمي وعدم الضغط عليه في العفو عن "النجوم" مثلما فعل من قبل مع هنري ميشيل عندما رفض استبعاد أربعة لاعبين كبار من قائمة الفريق فنفد ميشيل بجلده وترك الجمل بما حمل.
وبخلاف الناحية الأخلاقية، فإن بصمات حلمي الفنية بدأت تظهر على الزمالك، وواضح للعيان أن حلمي بات هو المسؤول الأول عن الفريق وليس كرول، وظهر فريق الزمالك بشكل أفضل كثيرا في المباريات الأخيرة.
وفي رأيي الشخصي أن كرول يجب أن يرحل عن الزمالك في نهاية الموسم، وأعتقد أن الأفضل لتولي المهمة هو البرازيلي هيرون ريكارود المدير الفني للهلال السوداني والذي صنع "من الفسيخ شربات".
فهو مدرب كفء وله فكر فني مميز سيساهم في تطور أداء الفريق، كما أتمنى أن يستمر حلمي في نفس منصبه في الموسم المقبل لإكمال عملية إصلاح الفريق وترتيب البيت من الداخل.