الساعة الحادية عشرة من مساء يوم السبت الموافق لـ 5 4 2008 ستشهد انطلاقة أولى أهم مباريات الجولة الحادية و الثلاثين من الليغا الاسبانية ،، الجولة التي أجبرتها نتائج مباريات المرحلة الماضية و التبدلات التي طرأت على جدول الترتيب على أن تكون الأسخن و الأكثر إثارة و أهمية ،، الجولة التي سيكون أمامها طريقان اثنان ،، إما رسم ملامح البطل و دفعه بعيداً عن مطارديه ، و إما خلط أوراق الليغا مجدداً ولعب لعبة الكراسي بين أصحاب المراكز السبعة الأولى .
لن تحتاج الجولة الحالية لأكثر من هذه المباريات لتزيدها حماساً و تشويقاً فالمباريات الستة بين أصحاب المراكز التسعة الأولى تعدنا بكثير من المتعة و النتائج العريضة و الأهداف الكثيرة و خصوصاً بعد تألق الريال و فياريال و اشبيلية و تراجع مستوى البرسا و الأتلتيكو و ايسبانيول ...
إن أيّ خسارة لأي فريق من أصحاب هذه المراكز ستكلّفه آماله الأوربيّة و ستبعث الأمل في قلوب ملاحقيه المجتهدين و القادمين من الخلف و أقصد بهذا الريسينغ و الميريا و مايوركا لأن الليغا اشتعلت و نهايتها قد اقتربت و لم يعد أمام هذه الفرق أي شيء تخسره أو تغامر به بعد تفرّغها التام للدوري و سعيها لتحسين مراكزها و الاقتراب من حلم المشاركة الأوروبية الموسم القادم .
مباراة الريال و مايوركا ستكون الأبرز و الأهم بعد عودة الريال إلى مستواه و تقديمه عروضاً طيبة في المباراتين السابقتين مع فالنسيا و اشبيلية و تألق مايوركا المستمر و زحفه المتواصل إلى مقدمة جدول الترتيب بعد الانتصارات الكثيرة التي حققها في الجولات السابقة لذا فإن جميع عناصر المتعة و الإثارة ستكون حاضرة في هذه المباراة المصيرية و خصوصاً مع تألق الريال بشكل عام و راؤوول و شنايدر على وجه الخصوص و تألق غويزا و إيباغازا أرانغو ثلاثي الرعب في هجوم أبناء جزيرة مايوركا الساحرة .
إن مرارة الخسارة و الخروج المبكر من كأس الملك لا تزال مالئة لقلوب اللاعبين و خصوصاً سافيولا الذي كان أول ضحايا هذه الخسارة بخروجه مصاباً من شوط مباراة الإياب الأول و فقدانه لمركزه و للقليل الباقي من ثقة شوستر به لذا فإن كتيبة الفرسان الملكية ستدخل المباراة و ((ملء حيزومها غمر)) كما يقول المتنبي ،، و ستسعى للانتقام من هذا الفريق المجتهد الذي أحرج كبار الليغا و جعل الجميع يحسب له الف حساب قبل مقارعته .
التشكيلة التي سيدخل شوستربها اللقاء لن تختلف عن التشكيلة التي قهرت اشبيلية الجولة الماضية إلا إذا استعان شوسترببيبي بدلاّ من مارسيلو أو اعتمد على صانع ألعاب واحد و هو المتالق شنايدر و أخرج غوتي و أدخل مكانه روبينيو ليزيد من الضغط على خاصرتي الخصم مخلخلاً بذلك دفاعاتهم معتمداً بذلك على سرعة روبين و مهارات روبينيو و خطورة راؤول ضمن منطقة الـ 18 متر و فعالية هيغواين و راموس و هاينزه في مساندة الأجنحة و التلاعب بظهيري الخصم و رفع الكرات الساقطة الخطيرة على منطقة الجزاء .
شوستر لن يتخلّى عن خط الوسط و سيحاول إيجاد التوازن من خلال المتألق غاغو الذي يجيد الضغط على الخصم و افتكاك الكرات في الهجمات المرتدة دون ارتكاب أخطاء و هذا هو العامل الأبرز من عوامل تفوقنا على اشبيلية في المباريات السابقة لذا فإن امتلاك وسط الملعب من أهم عوامل تألق الريال و تألق شنايدرعلى وجه الخصوص و إن التخلّي عنه سيدخلنا في متاهات ( ما لنا قدها ) و خصوصاً مع تألق مايوركا و امتلاكه لاعبين مهاجمين قناصين من الطراز الرفيع و مع ارتباك دفاعنا و ازدياد هفواته مع الضغط الزائد و الرفعات الخطيرة التي تتميز بها أجنحة مايوركا ( جوناس و أرانغو ) .
لم يتبق لاقتراب ساعة الحقيقة إلا القليل حالها كحال الليغا الاسبانية التي بدأت تستعد للفظ أنفاسها الأخيرة ،، أنفاسها التي ستلفظ معها الأندية التي لم يحالفها الحظ إلى الدرجة الثانية و التي ستتوج الفريق الأحق باللقب بلقب سيكون له نكهة تختلف عن نكهة جميع الألقاب لأنه لقب ليغا متقلبة مجنونة شهدت تذبذباً في المستويات و علو كعب الصغار على الكبار في كثير من الأحيان و بزوغ نجم لاعبين شباب كثر و أفول نجوم لاعبين ... و لا يسعني في النهاية إلا أن أتمنى التوفيق للريال و لجميع الفرق التي تستحق التوفيق و تقبلوا خالص تحياتي ،، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
alaaqwaider