بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد الخلق و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ... بداية أحب أن أعزي النفس و أعزي عشاق المرينغي على هذا التعادل الأشبه بالخسارة بل هو خسارة فعلاً ... ما يحدث شئ غريب لا تفسير له , فتارة نرى الملكي كفريق من كوكب آخر .. لا يستطيع أحد مجاراته كما حدث أمام أشبيلية في الأسبوع الماضي .. وتارة أخرى لا نراه كما حدث أمام مايوركا .. فما الذي يحدث ... ؟
كل من تابع مباراة الملكي مع أشبيلية ظن أن الليغا قد حسمت لصالح (ريال مدريد) قبل ثمان جولات من النهاية و بدون أدنى شك , لأن الريال قدم مباراتين متتاليتين ولا أروع من حيث التكتيك و التخطيط و الأداء و اللياقة البدنية , وأصبح عشاق المرينغي لا يهابون أحداً و لم يتوانى بعضهم (ومنهم أنا) أن يتوعد لفشلونة الصغير بخسارة قاسية على أرض قلعتنا .. ولكن ما حدث في مباراة مايوركا حطم كل أحلامنا ببناء فريق قادر على المنافسة في البطولات القارية للموسم المقبل , وأصبح همنا الوحيد هو المحافظة على لقب الدوري و كأنه أنجاز عظيم لا مثيل له .. فمن السبب في كل هذا ..؟ من السبب في هذا الأداء الردئ الذي أقل ما نقول عنه بأنه أداء فريق من الدرجة الثانية و يتمنى الصعود لدوري الدرجة الممتازة ... ما الذي يحدث .. ؟ ما الذي أصاب الريال .. ؟
متى سنشعر أن أداء الفريق ثابت و ولا تشوبه أخطاء .. ؟ أقالوا الدون (كابيللو) و جاءو بالسيد (شوستر) لسبب واحد و هو تحسين الأداء و تقديم أروع العروض , ولكن و للأسف الشديد ما حدث و ما يحدث كان عكس ذلك .. لأننا و بكل صراحة و أمانة لم نشاهد فريق (ريال مدريد) الحقيقي ألا في ثلاث مباريات هذا الموسم وهي : مباراة برشلونة (0 - 1) .. مباراة بلد الوليد (7 - 0) .. ومباراة أشبيلية (3 - 1) وأعتقد أن جميع المباريات بأستثناء هذه المبارايات الثلاث كانت أشبه بفضيحة .. فقد كان الأداء هزيلاً , غير واضح المعالم .. فأين هو الأداء الجميل سيد (كالديرون) ..؟ ونعود لمباراة مايوركا التي أعادتنا لزمن الخسائر و اللامبالاة .. فنبدأ بما فعله قلب الفريق (سيرجيو راموس) الذي أقل ما يوصف به أنه لاعب (أرعن) و طائش و متسرع و هذه صفات لا يجب أن تكون في لاعب يلعب لفريق بطولات كالريال و لا لاعب يلعب لفريق من أفضل الفرق في أوروبا مثل (أسبانيا) ..
فتسرعه و نرفزته اللامبررة هي جزء من خسارة نقطتين ثمينتين .. هذا كان السبب الأول .. ! أما السبب الثاني فهو سبب يتكرر كل مرة دون مجيب أو رقيب أو حسيب , وهو (التبديلات القاتلة) للسيد الداهية (شوستر).. فبعد الأداء الرائع أمام فالنسيا (رغم الخسارة) و أشبيلية ظننا أن (شوستر) قد فهم أخطاءه و تداركها في هذا الوقت الحساس من الليغا .. ولكن للأسف الشديد عاد و أمتطى جواد الغباء و الفقر التكتيكي .. لأن الكل يعلم أن الشوط الأول شوط اللاعبين و الشوط الثاني شوط المدربين .. ! ولكن الشوط الثاني كان لمدرب واحد فقط وهو مدرب (ريال مايوركا) الذي أثبت أنه يفوق (شوستر) ذكاءو دهاء .. فما فعله (شوستر) كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير .. فبدلاً من الأبقاء على (هيغواين) الذي لم يكن له أدنى أثر في المباراة سوى فرصة واحدة أضاعها بغرابة شديدة .. كان الأجدر بك أخراجه بعد طرد (راموس) و أدخال كل من (روبينهو) و (بيبي) ... ووضع (بيبي) كقلب دفاع بدلاً من هاينزة و تحويل (هاينزة) على الطرف الشمال .. وجعل (روبينهو) لاعب حر لا مركز له لأنه لاعب مهاري و نشيط وسيضايق دفاعات مايوركا ويجعلهم يراقبونه بلاعبين أثنين على الأقل .. أما أخراج (شنايدر) و الدفع (بديارا) فهو الغباء بعينه ..
فلو أبقيت (شنايدر) و أخرجت (جوتي) الذي لم يظهر في الشوط الثاني اطلاقاً لوجدنا أن النتيجة لصالح الملكي رغم طرد (راموس) لأن نجم المباراة كان (شنايدر) بتمريراته و تحركاته في كل أنحاء الملعب .. لكن لا حياة لمن تنادي .. لا رئيس ولا مدير كرة ولا حتى جماهير .. الكل يقول أعطوه فرصة , فألى متى .. ؟؟؟ هل بعد ضياع اللقب سنقول أعطوه فرصة .. ؟ هل بعد هذا الأداء الفاضح سنقول أعطوه فرصة .. ؟ لقد رسمنا آمالنا و أحلامنا على أداء الفريق في المباراتين السابقتين و قلنا في داخلنا لقد تجاوزنا الأزمة .. ولكن الأزمة تختفي أسبوعاً و تظهر عشر .. فألى متى .. ؟ فقد تخيلت نفسي شاعراً بعد مباراة (أشبيلية) وأقتبست بيت شعر : قم للريال ووفه التبجيلا كاد الريال أن يكون سيد الليغا ولكن بعد مباراة (مايوركا) تغير الفكر و أنقلب السحر على الساحر وأصبح البيت : أرحل يا (شوستر) ودعك من الليغا كادت الليغا أن تفلت من أيدينا وفي نهاية مقالي أتوجه للداهية (شوستر) بالقول : أرجوك .. أن كان بك عرق ينبض بالحياة , و أن كنت تحس بمعنى الخسارة التي يحس بها عشاق الملكي فأرحل ..
لأننا تعبنا و ملينا من الوعود الكاذبة .. ولأننا نحن من نكون أول الخاسرين لأننا نحن المحبين .. وبعد كل هذا أعود و اكرر : أرحل يا (شوستر) فقد أخترت أن أكون خنجراً آخر في أخطاءك اللامحدودة .. دمتم في أمان الله و حفظه .. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .